التعايش مع الآخر في الإسلام ودور الأزهر في نشر الوسطية والتسامح

نوع المستند : نصوص کاملة

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى بيان موقف الإسلام من التعايش مع الآخر، من خلال تحليل الأسس والقواعد التي أرساها لتحقيق هذا التعايش بما يكفل العدالة والاحترام المتبادل، وبيان ما يترتب على كل طرف من حقوق وواجبات. كما يسعى إلى إبراز أسبقية الإسلام في وضع قواعد عادلة للتعايش، سبق بها الفكر الغربي بأكثر من ألف عام، مع استعراض صور تطبيقها في الواقع التاريخي للمجتمعات الإسلامية. ويتناول البحث أيضًا دور الأزهر الشريف في تبنّي هذا المنهج، وترسيخ قيم الوسطية، ونشر ثقافة التسامح، والمساهمة في تعزيز الأمن المجتمعي داخل مصر وخارجها. ويأتي هذا العمل ردًّا علميًا موضوعيًا على ما تروّجه بعض الخطابات الغربية من تصورات مغلوطة تصف الإسلام بالعنف والتعصب والكراهية.
اعتمدت الدراسة ثلاثة مناهج رئيسة: المنهج الاستقرائي، الذي بُنيت من خلاله الرؤية العامة لتصور الإسلام للتعايش عبر تتبع النصوص الشرعية والممارسات التاريخية؛ والمنهج التاريخي، لتتبع تجليات هذا التعايش في التجربة الإسلامية عبر العصور؛ والمنهج التحليلي، لاستخلاص الدلالات العقدية والاجتماعية والحضارية من هذه المادة،وتتكوّن بنية البحث من مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة. تضمنت المقدمة أهمية الموضوع، وأهداف البحث، والمنهج المتبع. خُصص المبحث الأول لبيان تأسيس الإسلام لمبدأ التعايش السلمي مع غير المسلمين من خلال النصوص القطعية في القرآن والسنة. وتناول المبحث الثاني الأحكام الشرعية المنظمة للعلاقة مع غير المسلمين داخل الدولة الإسلامية. وبيّن المبحث الثالث مفهوم الوسطية في الإسلام، وجهود الأزهر في تبنّي هذا المنهج والدعوة إليه. وناقش المبحث الرابع فلسفة التسامح في الخطاب الأزهري، مستعرضًا ملامحه عبر العصور وتأثيره في بناء علاقة متوازنة مع الآخر، وقد خلصت الدراسة إلى أنّ الإسلام وضع أُسسًا واضحة للتعايش السلمي وقبول الآخر، وأكّد على كرامة الإنسان أياً كان دينه، وحدد الحقوق والواجبات بما يضمن تحقيق العدل وحفظ النسيج الاجتماعي. كما أظهرت الدراسة أنّ هذا التعايش مرتبط بالإيمان والانقياد لأوامر الله تعالى، ومراقبته في معاملة الناس بعدل ورحمة. وأثبتت كذلك أنّ الأزهر الشريف اضطلع بدور محوري في ترسيخ هذه القيم من خلال خطابه المعتدل ومناهجه العلمية وتأثيره في الداخل والخارج،وتوصي الدراسة بضرورة تعزيز الدور الأزهري في تقديم خطاب ديني أصيل، قادر على مواجهة حملات التشويه، ومؤهَّل لعرض النموذج الحضاري الإسلامي في التعامل مع التعدد الديني والثقافي، بما يسهم في ترسيخ السلم المجتمعي محليًا ودوليًا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات