"الوعي بين الفلسفة والإسلام: دراسة في الإدراك والقصدية وتطبيقاتها المعاصرة الذكاء الاصطناعي والأخلاق الرقمية أنموذجاً"

نوع المستند : نصوص کاملة

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

يُعد مفهوم الوعي من القضايا الفلسفية المركزية التي شغلت الفكر الإنساني منذ العصور القديمة، حيث تنوعت التفسيرات الفلسفية حول طبيعته ومصادره وأبعاده ووظائفه، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تطور مفهوم الوعي في الفلسفة الغربية، انطلاقًا من الفلسفة اليونانية الكلاسيكية، مرورًا بمفكري الحداثة مثل ديكارت وكانط، وانتهاءً بالتصورات المعاصرة، مع تركيز خاص على مفهومي الإدراك والقصدية بوصفهما مكوّنين رئيسيين للوعي، كما تتناول الدراسة مفهوم الوعي في الفكر الإسلامي، مستعرضةً إسهامات كل من الفارابي، وابن سينا، والغزالي، في تحليل العلاقة بين النية والقصد، ومقارنة هذه الرؤية بما قدمته الفلسفة الغربية، يسعى البحث إلى الربط بين التصورات الفلسفية التقليدية والمعاصرة، والتطورات التقنية الحديثة، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي والأخلاق الرقمية ، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مدى إمكانية أن تمتلك الأنظمة الذكية وعياً أو قصدية شبيهة بالوعي الإنساني، وتُظهر الدراسة أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره في التعلم الذاتي واتخاذ القرار، لا يزال يفتقر إلى البعد الأخلاقي والروحي الذي يُعد جوهر الوعي البشري، اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي لتفكيك المفاهيم، والمنهج المقارن للكشف عن أوجه التشابه والاختلاف بين الرؤيتين الإسلامية والغربية، والمنهج التطبيقي لتتبع إمكانية توظيف تلك المفاهيم في مجال الذكاء الاصطناعي، والأخلاق الرقمية ، وقد توصلت الدراسة إلى  عدة نتائج منها : أن الوعي في الفكر الإسلامي يتميز بشموله العقلي والروحي والأخلاقي، بينما يركّز التصور الغربي على البُعد الحسي والعقلي، يوجد تقارب بين مفهوم النية في الإسلام والقصدية في الغرب، وكلاهما عنصر محوري في الوعي الإنساني،  على الرغم من تقدم الذكاء الاصطناعي في مجالات كالتعلم الذاتي، إلا أنه يفتقر إلى البعد الأخلاقي والروحي الذي يميز الوعي البشري، أوصت الدراسة : بضرورة تعزيز الدراسات المقارنة بين الفلسفتين، وتطوير منظومة أخلاقية إسلامية لتوجيه الذكاء الاصطناعي، ودراسة تطبيق مفهوم القصدية في السياقات الذكية خاصة في القرارات الأخلاقية والعدالة الرقمية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية