منهج الجابري في قراءة التراث

نوع المستند : نصوص کاملة

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

إن جدلية العلاقة بين التراث والحداثة أخذت اهتمام العديد من المفكرين في العالم الإسلامي، والعالم الغربي على حد سواء، وإذا كان التراث بما حواه من قضايا عقدية وفلسفية يشكل حجر الأساس ونقطة الانطلاق لدى مفكري وعلماء المسلمين ،فقد طال هذا التراث عدة محاولات لإعادة قراءته تحت مسميات التجديد تارة ،بل دعوى قراءته تحت تيار جارف من الأفكار الحداثية ، التي بدأت في القرن (١٨)م تحت ظروف معينة خاصة بالعالم الغربي وهي أبعد ما تكون عن العالم الإسلامي الإ أنها وجدت من يساندها ويدعمها وينحاز لها في العالم الإسلامي.
وتيار الحداثة كان أشد ما يميزه تلك القطيعة التي أخذها كنقطة فارقة بينه وبين الدين مستبدلا إياه بالعقل، ومن هذه القراءات كانت قراءة المفكر  (محمد عابد الجابري ) الذي قدم من خلال مؤلفاته قراءة جديدة للتراث وفق معطياته الفكرية والفلسفية .
ويهدف هذا البحث إلى بيان مفهوم التراث ، والوقوف علي الأدوات النقدية  ، والتعرف علي المفاهيم التي طرحها  في مشروعه لقراءة التراث وفق منهج الحداثة ، وبيان مستويات قراءة التراث ، ثم أخيراً الوقوف على هذه القراءة للحكم عليها أولها .
أما عن المنهج المستخدم في هذا البحث فأقرب المناهج هو المنهج التحليلي النقدي لأنه أنسب المناهج في عرض أفكار ورؤى الجابري ، إذ يستلزم تحليل النصوص التي أوردها الجابري  وذكر ما لها وما عليها .
وكانت من أهم نتائج البحث استخدام الجابري مرجعية مزدوجة فهناك جزء من المفاهيم يتعلق بالتاريخ الغربي وبعضها يتعلق بالتاريخ العربي ، تناقض مع نفسه وذلك عندما أخذ بنتائج الحضارة الغربية وعمل علي انصهار التراث في قوالب غربية أوروبية ، كما أن مناهجه وتفكيره ذات مرجعية أوروبية فضلا عن أفكار ومسلمات تراثية ، أوقع نفسه في التناقض في رفضه للطرح الأيديلوجي ومع ذلك  أثناء محاولته فهم بنية العقل العربي ونقده في ضوء حقيقة أنه عقل مازالت تسيطر علية فكرة الأسلاف الأُول ، فإنه يقرر بأن نقد التراث وتوظيفه مسألة صراع ايديلوجي وليست مسألة تاريخية .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية