تهدف هذه الدراسة إلى أهم ما يحتاجه المجتمع من أحكام تتعلق بالذكاء الاصطناعي تتبين من خلال ربطها بالقواعد الأصولية، واتبعت في دراستي المنهج الاستقرائي في جمع التعريفات اللغوية والاصطلاحية الخاصة بالقواعد الأصولية والذكاء الاصطناعي، وما يتعلق بهما من تطبيق القواعد الأصولية على الذكاء الاصطناعي، وأهمية، ومجالات، والمنهج الوصفي في وصف الأحكام المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من خلال تطبيقات القواعد الفقهية عليها للوصول إليها، والمنهج المقارن في المقارنة بين القواعد الأصولية، والقواعد الفقهية. والضوابط الفقهية، وتوصلت إلى أن المقصود بالقواعد الأصولية هي عبارة عن آلة تعتمد على النظر في الأدلة الشرعية من أجل استنباط واستخراج الأحكام الفقهية منها من خلال إجراءات الاجتهاد فيها، والفرق بين القاعدة والضابط هو أن القاعدة - تجمع فروعاً من أبواب شتى ويندرج تحتها من مسائل الفقه ما لا يحصى، وأما الضابط فإنه مختص بباب واحد من أبواب الفقه تعلل به مسائله، أو يختص بفرع واحد فقط، ويقصد بالذكاء الاصطناعي: «بأنه تكنولوجيا حديثة معاصرة تعتمد على خوارزميات وبرمجيات تحاكي التفكير الإنساني لكي تتمكن من تكوين الآراء، وإصدار الأحكام المتعلقة بشؤون الإنسان وحياته كالأمور الطبية والقانونية والشرعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية»، وتنوعت القواعد الأصولية إلى ثلاثة أنواع منها قواعد أصولية محضة (خالصة)، ومنها قواعد أصولية ذات صبغة فقهية، ومنها قواعد فقهية، ولا يستغنى عن العقل البشري في المراقبة والمتابعة أثناء تطبيق واستخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات المتنوعة كالطبية والقضائية والاقتصادية والأمنية وغيرها، بسبب ما يشوب الذكاء الاصطناعي من برمجته على تمييز عنصري أو استخدامه استخدام سلبي كالاطلاع على خصوصيات البشر وغيرها من الأمور. وأوصي بدراستي بتوسيع البحث ليصبح مشروعا علميا في الدراسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وعقد مؤتمرات علمية تختص في الدراسات الأصولية الشرعية ومدى تطبيقها على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتأسيس مراكز إسلامية دولية متخصصة بأحكام الذكاء الاصطناعي من أجل مواكبة التطورات، وتكثيف الدراسات العلمية والبحثية التي تتناول تطبيقات القواعد الأصولية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
)
مشاهدة على SCiNiTO