دلالة المفردة القرآنية بين مفسري التراث وأصحاب التأويل الحداثي - دراسة تأصيلية لغوية

نوع المستند : نصوص کاملة

المؤلف

جامعة طنطا.

المستخلص

         أنزل الله - تعالى - القرآن هداية للناس أجمعين؛ لذلك كان الكشف عن دلالات مفرداته أمرًا بالغ الضرورة؛ لما يترتب على تحققه من نتائج محورية توصلنا إلى فهم مراد الله من كلامه؛ مما يُسْفِر عن وجه الإعجاز في القران، ويُحْكِم ما يُسْتَخْلَص من معانٍ إيمانية، وأحكام تشريعية، ومقررات يناط بها تشكيل أنماط حياة المؤمنين. ويهدف البحث إلى إبراز منهجية المفسرين واللغويين القدامى في كشف دلالة المفردة القرآنية مقارنة بأصحاب المدرسة الحداثية الذين انحرفت نظرتهم في فهم دلالات ألفاظ القرآن الكريم، فتجاوزوا المفاهيم اللغوية المقررة في فهم النصوص، وتجاوزوا قدسية هذا النص المحكم، فلم يُفرِّقوا بين النص البشريّ والنص القرآني، وجعلوهما في درجة واحدة من حيث القوانين. وللوصول إلى الأهداف المرجوة من هذه الدراسة استعنت بالمنهج الوصفي، والتحليلي، والنقدي. وخرجت هذه الدراسة بمجموعة من النتائج أهمها: الغرض من وراء المناهج الحداثية ليس إلا نزع القداسة عن النص ‏القرآني، وإحداث قطيعة کبرى مع التراث التفسيري بهضمه وإهالة التراب ‏عليه؛ بحجة أن التراث حَرَّم على اللاحقين الفكر والإبداع،‏ ومما أوقعهم في تلك المزالق الاستعانة بمناهج ليست عربية قائمة على فلسفات ونظريات غربية حديثة‏،‏ متجاوزين الأدوات العلمية المسطَّرة عند أهل الاختصاص. وزعمهم بأن مفردات القرآن لا نهائية المعنى وغير محدودة الدلالة، وأنه يمكن لأي ‏قارئ أن يضع المعنى وفق ما يراه مناسبًا؛ زعم باطل غير مستند إلى دليل، فالنص ‏القرآني متجدّد العطاء متعدد الأفهام، بشرط أن تتوافق تلك المفاهيم مع مقاصد القرآن ‏وقواعد التفسير وأصول اللغة العربية ودلالات الألفاظ.‏ كما أثبتت الدراسة أن الضوابط التي وضعها اللغويين والمفسرون ليست تقييدًا لحرية التفكير والإبداع، وإنما هي ‏تنظيم لعملية التعامل مع بيان دلالات المفردات، حتى لا يصير فهم المفردات فوضى لا يمكن ‏ضبطها. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات