التفسير النسوي الحداثي للقرآن الكريم دراسة عن مفهوم العام والخاص عند آمنة ودود وأسماء برلاس

نوع المستند : نصوص کاملة

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تحليل لثنائية العام والخاص كما تتناولها المفسرات النسويات، ويسعى الباحث من خلال هذه الورقة الى إظهار تأثر المفسرات النسويات بالفلسفة الغربية في تناولهن لتعريف العام والخاص فيما يتعلق بالنص القرآني على نحو يناقض تعريف العام والخاص في التراث الإسلامي، حيث تعرِّف المفسرات النسويات الحداثيات العام من القرآن بأنه الصورة الأخلاقية الكلية المجرد ة في معناها وما يتعلق بها من قيم المحبة والتراحم والعدل الإلهي، بينما يمثل الخاص من القرآن عند النسويات ذلك السياق المجتمعي والتاريخي لزمان الوحي، كما يندرج تحت تعريف الخاص عند النسويات كل تفسير للقرآن نشأ في سياق تاريخي معين. وهذا التعريف وإن كان يقترب من تعريف الكليات والجزئيات في علم المقاصد إلا إنه يفارق التعريف المقاصدي فيما يتعلق بدور اللغة في تأويل النص القرآني من حيث كونه نصا عربيا معجزا من عند الله لفظا ومعنى. ويقوم الباحث بتقصي ثنائية العام والخاص في النظرية النسوية الحداثية لتفسير القرآن و إبراز ملامح الفلسفة الغربية في تعريف المفسرات النسويات لكل من العام والخاص، وذلك من خلال كتابات رائدتين من رائدات التفسير النسوي وهما آمنة ودود وأسماء بارلاس. وفي هذا الإطار يتبع الباحث منهجا يقوم على  المقارنة بين مفهوم العام والخاص في التراث الإسلامي من جهة ونظير هذا المفهوم في التفسير النسوي عند ودود وبارلاس من جهة أخرى، وذلك لإظهار الفارق بين المفهومين وكذلك علاقة كل منهما باللغة وما تقتضيه هذه العلاقة من دلالات في التعامل مع النص القرآني، كما يقوم الباحث بتحليل ونقد مفهوم العام والخاص في التفسير النسوي  وما يترتب على هذا المفهوم من أثار على العملية التأويلية وعلى مركزية القرآن كنص مقدس، ويخلص الباحث من هذا البحث إلى أن تأثر المفسرات النسويات بالفلسفة الغربية في تعريفهن لثنائية العام والخاص أو الكلي والجزئي في القرآن – وإن لم يكن عيبا في حد ذاته – يثير إشكالية حول مسألة قدسية القرآن وهو الأمر الذي من شأنه أن يضعف حجية التفسير النسوي من بعض الوجوه ومن ثم عجز هذا النوع من التفسير عن إحداث تغيير حقيقي في واقع المرأة المسلمة، حيث يبقى خطابا نخبويا بلا أثر. ونظرا لزيوع هذا النوع من التفسير النسوي مع قلة البحث فيه فإن الباحث يوصي بتوجيه عناية الباحثين إلى بذل الجهد في دراسة التفسير النسوي والرد على حججه من داخل التراث الإسلامي. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية